عندما تضيق الحرية فإن الكلام عن المسؤولية أقرب إلى أوهام محلقة، وعندما تغيب المسؤولية فإن المهنية أول الضحايا. وبقدر ما يتوافر من حرية يكتسب المجتمع حقه فى معرفة ما يجرى حوله من أخبار ومعلومات، وأن يقرأ ويحكم على الآراء المختلفة بالقضايا العامة دون مصادرة ووصاية. فمن عبق التاريخ وحقائقه ولدت مؤسسة علاش تيفي الإعلامية، ولم يكن الأمر ضربة حظ، ولا مصادفة جرت بغير فكر استوفى مقومات ومعايير النجاح.
إن نجاح علاش تيفي، اعتمد على معايير أساسية أهمها أنها مشروع وطنى ودور اجتماعي فى محيطها، وأن رسالتها تحظى بدعم شعبى لأنها تنقل آماله والالامه، كما أن تجربتها خرجت من رحم نهضة إعلامية وفكرية وثقافية، وأن القائمين بها من طينة مفكرين وأستاذة في جل التخصصات وصحفيين أكفاء جعلها تحظى بمستوى مهنى عال.
وما ينقص إعلامنا الوطني هو إعلام التعبئة، فالمغرب توجد به قضية تلهم و مشروع يقود، فضلا عن أن حقائق العصر تستدعى التعدد عندما توافرت القضية ويوجد المشروع، ومؤسسة علاش تيفي تواكب وستواكب بكل قوة هذه القضايا التي اعتبرها أولوية الوطن.
وقد تدهورت قيمة المنتج الإعلامى وسيادة نوع من الأداء أقرب إلى ما يجرى فى الحوارى الشعبية من عبارات لا تصح أن تذكر أو تسمع تنتهك الحرمات الشخصية لمجرد الاختلاف فى الرأى، كما سادت برامج الترفيه والتسلية مقابل التراجع الحاد لأية برامج جادة تناقش قضايا الشأن العام،
فى العصر الذى نحياه الصوت الواحد يعنى بالضبط نوعا من الموت الإكلينيكى لأى إعلام، وأغلب المواقع والمؤسسات الإعلامية في المغرب تفتقر إلى أية معايير مهنية منضبطة عند تداول الأخبار والمعلومات، كما يشوب تفاعلاتها انفلاتات ألفاظ تقارب وتزيد، والأخطر ما فى استنادها إلى عصر غير عصرها ومنطق يصادم الحقائق.
ونؤمن في مؤسستنا الإعلامية علاش تيفي أن لنا دورا جوهريا فى إعطاء نفس جديد لإعلام حقيقي وجاد، وتقديم الخبر بكل موضوعية واستقلالية، وحتى التحليل الإعلامي سيقدم من لدنا بطرق نقدية تساعد المتلقي على استخدام وعيه لا تغييب إدراكه، مؤمنين أن الإعلام أحد أهم مصادر تشكيل الوعي.
وإذ نهيب بكل من تابعنا أن يساعد في تقوية فضاء الحرية والتعبير عبر التفضل علينا بالنقد إن ظهر له ذلك، وأن يقدم لنا الملاحظات والنصح متى تبين له الأمر ، فبدعمكم لهذه التجربة التي نتمنى جميعا أن تكون إنعكاسا لواقعنا المجتمعي، ونظارة لتبيان السبيل لمن يشغله الموضوع، والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.